عُقدت في مدينة حلب، خلال الفترة من 3 إلى 5 أيار 2025؛ ورشة العمل المتخصِّصة بعنوان “إحياء النسيج العمراني في حلب القديمة” بتنظيم المؤسسة السورية لحفظ الآثار والتراث، بالتعاون مع دار العرفان، وجامعة حلب – معهد التراث، ومؤسَّسة الروَّاد للتعاون والتنمية، بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجالات الترميم، والتخطيط العمراني، والوقف، والتعليم، والمجتمع المدني، والتوثيق، والتشريعات.
امتدَّت أعمال الورشة على مدى ثلاثة أيام وشملت جلسات علمية ومحاضرات تقنية وجلسات عمل تطبيقية وزيارات ميدانية، ركَّزت على تقييم واقع المدينة القديمة بعد الحرب والزلازل، وتحديد أولويات التدخُّل، وصياغة رؤية شاملة لإعادة الإحياء، قائمة على التكامل بين الأبعاد الفنية، والمجتمعية، والقانونية، والاقتصادية.
أسفرت الورشة عن وثيقة توصيات شاملة شملت خمسة محاور رئيسية:
- المعالجة الفنية والمعرفية: تضمَّنت توصيات ترميمية، إسعافية، توثيقية، رقمية، وبحثية.
- الأطر القانونية والتنظيمية: اشتملت على مقترحات لتحديث التشريعات الوقفية والأثرية، وتعزيز التنسيق المؤسَّسي.
- التخطيط وإعادة التوظيف: ركَّزت على الرؤية العمرانية الشاملة، واستعادة الوظائف الأصلية للمباني الوقفية.
- بناء القدرات: طرحت مسارات تعليمية وتدريبية لتمكين الكفاءات المحلية.
- الإعلام والتوعية المجتمعية: أكّدت أهمية إشراك المجتمع المحلِّي، وخاصة الشباب والأطفال، في حماية التراث.
كما تميزت الورشة بطرح نموذج خاص لإحياء المكتبة الوقفية، وبعرض أمثلة عملية من تجارب سابقة في حلب وتجارب دولية ناجحة (تركيا، المغرب، اليونيسيف…).
تمثِّل هذه الورشة خطوة تأسيسية نحو خطة تعافٍ ثقافي وعمراني متكاملة، تُعيد لحلب القديمة وظيفتها التاريخية والإنسانية، وتعتمد على الشراكة بين المعرفة والقرار، والمجتمع والخبراء، والتاريخ والمستقبل.



